جدد "إعلان الجزائر" الصادر عن المؤتمر الـ38 للاتحاد البرلماني العربي التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية ودعمه الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني، داعيًا المجتمع الدولي إلى التخلي عن حالة الصمت "المخزي" التي سمحت للاحتلال الإسرائيلي بمواصلة ارتكاب الإبادة الجماعية دون مساءلة.

وأكد الإعلان أن "محاولات الكيان الصهيوني تقديم الواقع المفروض قسرًا كخيار طوعي للهجرة وتوظيفه لتبرير التهجير لا تمثل فقط تزييفًا فاضحًا للحقيقة، بل تقوض الأساس القانوني للنظام الدولي، وتطيح بمبدأ المساءلة، وتحول الإفلات من العقاب من خلل في إنفاذ العدالة إلى أداة منهجية لترسيخ نتائج الجرائم وإدامتها".

وحذّر الإعلان من خطورة "الاستفزازات الصهيونية التي تستهدف الوضع القانوني والتاريخي للقدس ومقدساتها"، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل للتصدي لهذه الانتهاكات وحماية المقدسات في الأراضي الفلسطينية بما يتماشى مع قرارات الشرعية الدولية.

كما استنكر "إعلان الجزائر" حظر الاحتلال الإسرائيلي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الأراضي الفلسطينية، ووقف المساعدات الإنسانية والإغاثية، مشددًا على الدور الهام والحيوي الذي تضطلع به الوكالة، والذي يتطلب دعمًا دوليًا سياسيًا وقانونيًا وماليًا لضمان استمرارها في أداء مهامها.

ودعا الإعلان المجتمع الدولي وكافة المنظمات والاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية إلى التخلي عن حالة الصمت "المخزي" التي وفرت للكيان الصهيوني "بيئة آمنة لمواصلة ارتكاب الجريمة دون رادع أو مساءلة"، مطالبًا بعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة الشكلية التي أصبحت الحد الأقصى لتحرك المجتمع الدولي في مواجهة "جريمة تتكشف أمام أعين العالم".

وطالب بالتحرك العاجل والفعال لوقف مشروع التهجير الجماعي الجاري في قطاع غزة، داعيًا أصحاب الضمائر الحية إلى توحيد الجهود من أجل إيصال صوت الشعب الفلسطيني، وفرض وقف فوري وشامل لإطلاق النار، والعمل على إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

كما أكد "إعلان الجزائر" تضامن الاتحاد البرلماني العربي الكامل مع لبنان في تمسكه بحقوقه الوطنية وسيادته على كامل أراضيه، وحقه في استخدام كافة الوسائل لضمان انسحاب الاحتلال من كامل الأراضي اللبنانية، التزامًا بالمواثيق والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وعلى رأسها القرار 1701.

وشارك وفد من رابطة "برلمانيون لأجل القدس وفلسطين" في أعمال المؤتمر، الذي انعقد في المركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" في الجزائر، يومي 3 و4 مايو الجاري، تحت شعار "دور الاتحاد البرلماني العربي في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية".

وضم الوفد كلاً من مستشار الرابطة البشير جار الله، ونائب رئيس البرلمان الموريتاني السابق وعضو الرابطة الشيخاني إبراهيم بيبا، إلى جانب الأمين العام للرابطة الدكتور مكرم بلعاوي.