بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن النائب د. يونس الأسطل
حول مسيرة العودة
الحمد لله الذي جعل أرض فلسطين مباركة للعالمين، وجعلها حاضنة للطائفة المنصورة الذين يظلُّون على الدين ظاهرين، ولعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، ولا من خذلهم إلا ما أصابهم من لَأَّواء، حتى يأتي أمر الله… وبعد:
فقد آنَ الأوان بعد أن انكشفت عورات المتآمرين على الأقصى والقدس وفلسطين محلياً وإقليمياً ودولياً، أن يأخذ الشعب الفلسطيني المسؤولية على عاتقه، فيتوكل على الله، ويستنفرَّ ما لديه من الطاقات والإمكانيات، لفرض واقع جديد، يجعلنا إلى التحرير أقرب.
وقد اختار من خلال قياداته الشعبية، وفصائله العسكرية، أن يتدرج في الضغط على الاحتلال، فيبدأ بمسيرة سلمية، تقترب إلى أدنى نقطة من أرضنا المحتلة، وبحشود غير مسبوقة، ومع التغطية الإعلامية يوصل صوته إلى الدنيا؛ فإنه بعد سبعين عاماً من اللجوء والمنافي قد أيقن بأن هناك كذبةً كبرى، اسمها الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، والترويكا الغربية العربية، ومن أدواتها في التضليل والترويض كثير من المؤسسات الفارغة من المضمون؛ مثل جامعة الدولة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية.
وإذا لم تفلح الجهود السلمية، ولو في انتزاع بعض الأهداف المرحلية؛ كرفع الحصار عن غزة، وفتح المعابر، وتوفير الموازنات التي تحفظ كرامة الناس؛ فهو معذور فيما يلجأ إليه من وسائل المقاومة، ووضع الاحتلال وأذنابه في الزاوية – كما يقال – وهو قادر على ذلك، وما إفشال أهداف الاحتلال في الحروب الأخيرة، وكنسه من قطاع غزة، هو وأزلام الفلتان، ثم انتزاع الأسرى من براثن الاحتلال، إلا قرائن على ما يملكه الشعب من طاقة الصمود والمقاومة.
وقد كان تصدي الصهاينة للمسيرة السلمية بالرصاص الحي دليلاً على أنه لا ينفع معهم إلا ضرب الرقاب والإثخان في الأرض، ويبدو أن هذا الخيار لا مفرَّ منه إلا إليه، ومهما تراخت المواجهة الساخنة فإنها تظلُّ الحلِّ الأمثل مع هؤلاء الذين هم شرُّ الدواب عند الله. وإن غداً لناظره قريب، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون