القضية الفلسطينية لابد أن تبقى قضية حيّةً ومركزية في حياة كلّ مسلم، وهي غير مرتبطة بالمتغيرات أو الطوارئ، بقدر ما هي راسخة وثابتة في مسيرتنا النضالية والجهادية على كافة المستويات وفي مختلف المجالات، وهي مسؤولية الجميع دون استثناء
على المستوى الرسمي، لابد أن تتجسد المواقف السيادية لكل الدول العربية والإسلامية منفردة أو في إطار العمل المشترك في الهيئات الإقليمية والدولية. – اتجاه أمريكا: التي تعلن عن وجهها الحقيقي في الانحياز الكلي للكيان الصهيوني، وفي ذروتها: الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو تعدٍّ سافرٍ على مشاعر كلِّ المسلمين ومقدساتهم، وهو بمثابة إعلان حربٍ على الجميع..
– واتجاه العدو الصهيوني بقطع كل العلاقات، وإلغاء اتفاقية أوسلو، وحلّ السلطة الفلسطينية، ودعم القضية بكل الوسائل المادية والسياسية، ومنها الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكلّ أشكالها، وعلى رأسها المقاومة المسلحة.
أما شعبيا: فهو الانتفاضة المستمرة، والاحتجاجات الشعبية من مختلف الشرائح والتيارات، والتجنيد الكامل لكل القوى الحية لدى الشعوب الحرة، والضغط على الأنظمة، والدعم المالي والشعبي لخيار المقاومة.
على كل الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم أن تنتفض ضدّ تخاذل الأنظمة، وأن تحتجّ أمام السفارات، وخاصة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن
وأن تبقى مجنّدةً متفاعلةً مع تطورات القضية.
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل هو بمثابة إعلان حرب على كل المسلمين في العالم، وهو إنحيازٌ مفضوحٌ للإدارة الأمريكية للعدو الصهيوني، وسقوط مدوّي لكلّ الاتفاقيات، واغتيال لكلّ الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني
وبالتالي فأمريكا ليست طرفا محايدا في الصراع، ناهيك أن تكون راعية للسلام.
وهو خطٌّ أحمر، وتجاوز لكلّ الأعراف والمواثيق الدولية، وتعبيرٌ عن الدخول في مرحلة من الجنون والفوضى، وتهديدٌ حقيقي لاستقرار المنطقة والسلام والأمن العالميين، وهو تعرية للوجه القبيح لأمريكا التي يتحكّم فيها اللوبي اليهودي.
وبالتالي فهي تفتقد للسيادة وترهن مصالحها وتغامر بعلاقاتها مع شعوب المنطقة.
Copyright ©2024