هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، منزلي عائلة صالحية في الشيخ جراح بالقدس، حيث بينما كانت عائلة صالحية برجالها ونسائها وأطفالها آمنة بمنزلها في الشيخ جراح، تفاجأت بأكثر من 100 جندي إسرائيلي يقتحمون المنزلين، ويخرجونهم منهما عنوة في ظل ظروف جوية قاسية

خلال عملية الهدم اعتقلت قوات الاحتلال أفراد العائلة وبعض المتضامنين، واقتادتهم الى مراكز التحقيق المسكوبية، وهناك تم الإفراج عن بعضهم شرط الإبعاد عن حي الشيخ جراح خمسة عشر يومًا، فيما بقي أخرون رهن الاعتقال

هجرت عائلة صالحية من بلدة عين كارم عام 1948، ولجأت إلى حي الشيخ جراح، واليوم تشرد من منزلها مرة أخرى، لصالح مشروع إقامة حدائق توراتية استيطانية

منذ 23 عامًا، تخوض العائلة صراعًا في محاكم الاحتلال لدى ما يسمى "حارس أملاك الغائبين" لأجل إثبات ملكيتها للأرض، ومنع الاستيلاء عليها، وقبل عامين، أصدرت سلطات الاحتلال قرارًا بالاستيلاء عليها، لذات الحجة، إلا أنه تم تأجيل القرار

بدأت قصة معاناة عائلة صالحة منذ عام 1996، حيت عرضت عليها سلطات الاحتلال في البداية شراءها، وقدمت عروضا مالية جوبهت كلها بالرفض

بعد ذلك لجأت سلطات الاحتلال لحيل أخرى عبر "حارس أملاك الغائبين" غير أنها لم تتمكن من الاستيلاء على أرض العائلة، واتبعوا بعد ذلك أساليب عدة، وفي النّهاية تذرّعت البلدية بالاستيلاء على الأرض لـ"المنفعة العامة"

في العشرين من كانون الأول المنصرم، سلمت بلدية الاحتلال عائلة صالحية إخطارا بإخلاء منزليها وقطعة الأرض المقامين عليها، بحجة "المنفعة العامة" وإقامة مدارس عليها، وأمهلتها حتى الخامس والعشرين منه لتنفيذ أمر الإخلاء

الاثنين الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال أرضًا تملكها العائلة، وهدمت مشتلًا زراعيًا، وحاولت إخلاء المنزلين، لكن مالكهما محمود صالحية، وأفراد أسرته تحصّنوا داخله وعلى سطحه، وهددوا بإضرام النار في حال أصرّت شرطة الاحتلال على إخلائهم منهما

ثمة تواطؤ بين المحكمة والشرطة الإسرائيلية للاستيلاء على الأرض التي تعدّ أكبر قطعة في حي الشيخ جراح، وهي ملاصقة لمنزل الحاج أمين الحسيني الذي تم الاستيلاء عليه، كما سبق وتم الاستيلاء على 30 دونما بقربها، وإقامة مستوطنة في الحي، تبعه متنزّه

لمحة معلوماتية عن مخططات التهجير في الشيخ جراح

يواجه أهالي حيّ الشيخ جرّاح شمال البلدة القديمة في القدس المحتلة منذ أكثر من 40 عاماً مُخطّطاً إسرائيليّاً لتهجيرهم من بيوتهم وبناء مستوطنة فوق أراضيهم

اتفقت الحكومة الأردنية مع "الأونروا" على إسكان 28 عائلة فلسطينية من لاجئي النكبة، على أن تُسجّل ملكية البيوت والأرض بأسماء العائلات في دائرة الأراضي الأردنيّة، لكن ذلك لم يحدث

 استولى الاحتلال على منزل عائلة الشنطي في الحيّ دون أي قرار من المحاكم، فيما بدأت الجمعيات الاستيطانيّة بتقديم طلبات للمحاكم الإسرائيلية لإخلاء بقية الأهالي من بيوتهم بادعاء ملكيتها لقطعة الأرض التي يسكنون فوقها (حوالي 18 دونماً)

هُجّرت عائلة أم كامل الكرد، وعائلتا الغاوي وحنون، وفقدت عائلة نبيل الكرد نصف منزلها

أصدرت محكمة الاحتلال قراراً جديداً يُمهل 4 عائلات من الحيّ حتى مايو القادم لإخلاء منازلهم، و3 عائلات أخرى حتى أغسطس

تخطط سلطات الاحتلال لبناء 200 وحدة استيطانية فوق أراضي وبيوت الحي، لتطويق البلدة القديمة في القدس بامتداد جغرافي استيطانيّ

في أغسطس/آب 2021، أرجأت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارها بشأن التماس ضد إخلاء 7 عائلات من منازلها

عرضت محكمة إسرائيلية، بداية شهر أكتوبر 2021، على العائلات البقاء في منازلهم "كمستأجرين" لمدة 15 عامًا، مقابل دفع الإيجار لجمعية "نحلات شمعون" الإستيطانية، التي تزعم ملكيتها للأرض وهو ما رفضته العائلات